الاثنين، 12 يناير 2009




عن الصحافة المصرية اقول..







زمــان الصحافة الصفراء (التي تقدم موادا اباحية) كانت بتشد جمهورها من الشباب (بس كانت مشكلتها انها تصدر بطبعة اسبوعية واحدة....و لكنها كانت تنفذ علي اخرها...)....مثل النبأ و جريدة صفراء اسمها المصري و جريدة اصفر و اقذر اسمها الافوكاتو...و احيانا الحوادث..

و هذا بالطبع جعل الصحف القومية (الحكومية-الناطقة باسم الحكومة) تحاول جزب القارئ بالمساحة الصفراء ذاتها....
فاضافت روز اليوسف صورا عارية الي الغلاف و تحدثت باباحية غريبة علي المجتمع الشرقي...و كذلك فعلت مجلات مثل حريتي و شاشتي....ثم قلدتها مؤخرا الجمهورية باضافة دموع الندم كملحق علي عدد السبت و محبوبتي كملحق علي عدد الخميس...

و في فترة لاحقة ( حقبة المعارضة) صدرت الأسبوع كاول جريدة محترمة و وقورة بعد جريدة الشعب (التي تم اغلاقها في التسعينات-الجريدة الناطقة باسم حزب العمل)...و حققت رواجا طيبا بين القراء المشدودين الي كم الفضائح التي طالت عدد كبير من المسؤلين بفضل الجريدة...و لكنها كانت (اسبوعية ايضا)...و لم تجاريها الوفد...حتي الان...

بالرغم ان الوفد يومية و معارضة...و لكنها لم تخلق القاعدة العريضة التي تمتعت بها الاسبوع...

و صدرت المصري اليوم و هي قنبلة بحق و حقيق ...(لرخص ثمنها و روعة محتواها) من مواضيع متميزة لمختلف الكتاب و التيارات...(و لكنها كانت محايدة) و نجحت في جزب قاعدة كبيرة من القراء الباحثين عن مساحات من الحرية و كارهي الروتينية الموجودة في الصحف الحكومية....

و جاءت بعدها الغد...كجريدة (معارضة بوجه مكشوف)...و دعايا لحزب الغد...و ركب القطار العربي الناصري و جريدة الاهالي...و تربعت علي العرش حاليا جريدة الدستور بعد ان عادت بقوة...




لماذا
(الدستور)...؟؟؟؟


1-اعتمدت الدستور علي القضاية الساخنة التي تهرب منها الصحف القومية كالفساد و الرشوة.....و نصبت اهتمامها اكثر علي القضايا المتعلقة بمسؤلين كبار في الحزب الحاكم و هكذا...

2-تنوعت اقسام الجريدة ....من اقسام ساخرة و مقالات و ادب و دين...فتصفح الجريدة يخدم كل طبقات و ثقافات القراء...

3-نشرت الجريدة عدة روايات لكتاب كبار علي صفحاتها..مثل شيكاجو و عمارة يعقوبيان للكاتب علاء الاسواني...و هي خطوة متميزة و سابقة لم تحدث من فترة طويلة..

4-استطاعت الجريدة ان تقدم اخبارا فنية و نقدا متميزا...و تمثل ذلك في الناقد الشاب ايهاب التركي...

5-تتبعت فضائح جهاز الداخلية لفترات طويلة...و التي اشتدت فترتها علي يد الكاتبة هويدا طه...و خصوصا بعد ان حكم عليها بستة اشهر..في القضية الشهيرة (كليبات التعزيب)...

6-الجراءة المتناهية في الطرح بطريقة تفاجئ القارئ تماما..و لم يتعود بعد علي هذا اللون من التقديم الصحفي...

7-بوسترات شديدة القوة علي الصفحة الاولي لمسؤلين كبار مع تعليقات بالبونط العريض لاذعة للغاية تخطف القارئ...

8-القضايا التي طالت رئيسي التحرير و الادارة..كلها من عوامل جزب القارئ المصري...

9-حالة الوعي المصري التي خلقت بفضل الاحداث الكثيرة و تغطية الجريدة المزهلة للاضرابات و المظاهرات ....الخ

و هكذا يا اخي الكريم....ستجد ان الصحف القومية المصرية قد بدأت في التدهور طالما ظلت صحف (اعلانات مبوبة و مواد تعليمية و دعايا لشركات المحمول و اخبار رياضية) فقارئ الامس غير قارئ اليوم....



تحياتي..

0 التعليقات:

إرسال تعليق