الخميس، 9 أبريل 2009



هل هناك فرص عمل مشترك بين الإسلاميين والعلمانيين؟

هل هناك فرص لعمل مشترك بين الإسلاميين والعلمانيين؟ كثيرا ما يظن تبسيطا أن مجرد

اشتراك قوم في منظور فكري عقدي كاف لتحويلهم تكتلا مصمتا في مواجهة أهل منظور

أيديولوجي آخر، وهو ظن خادع كما سنراه في العلاقة بين العلمانيين والإسلاميين.


أولا: إذا كانت العلمانية علمانيات موزعة بين معتدلة جزئية وبين متشددة شاملة،

فموقف الإسلاميين منها سيختلف بحسب ذلك وبحسب نظرهم للإسلام، فهو لئن كان في

مصادره الأساسية: الكتاب والسنة واحدا، فإن منهاج التعامل معهما -في غياب كنيسة

تحتكر النطق باسمهما- سيختلف، فاختلفت بحسب ذلك مذاهب المسلمين ومدارسهم

وأحزابهم، اختلافا قد يبلغ من الشدة حد التكفير والتقاتل.

و يمكن بالإجمال تصنيفهم هم أيضا إلى متشدد حرفيّ الفهم منحجبا عن الواقع محتكرا

للحق، ومعتدل يميز بين ثوابت الدين -وهي قليلة- وبين مواطن الاجتهاد -وهي الأوسع-

فتبقى فسحة واسعة في إطار ثوابت الدين للاجتهاد ولنسبية الحق وللحرية وللاعتراف

بالاختلاف وللتعامل مع الواقع.


ثانيا: ومعنى ذلك أن التناقض المطلق بين الإسلاميين والعلمانيين لدرجة تعذر الحوار

بغير التنافي والتحارب أنما هو بين طرفي المعادلة. ولك أن تقول بين الأصوليتين:

العلمانية الشاملة المحاربة للدين، والأصولية الإسلامية المنكرة لحق الآخر.


وكل منهما عاجزة عن إدارة الاختلاف حضاريا، فهما أعجز عن الاعتراف بحق الاختلاف

وإدارته حضاريا خارج ساحتهما، فحيث حكمتا تحكّمتا.


فالعلمانية الشمولية كما تجلت في تجارب الحكم الشيوعي طبقت شعارها الأثير "لا حرية

لأعداء الحرية" متخذة من الإلحاد أيديولوجية ودينا وحيدا للدولة تفرضه طوعا وكرها،

فصودرت آلاف المساجد والكنائس وحظرت شعائر الدين.


ولا يزال خلفاء هذه العلمانيات الشمولية يضيقون ذرعا في فرنسا مثلا والبلاد المتأثرة

بإرثها اليعقوبي مثل تونس بأبسط الحريات الفردية مثل حق المسلمة في التعبير

بمظهرها عن ضميرها الديني، رهانا على دور الدولة في التنميط وفرض هوية فوقية

على السكان.


وليس ما اقترفه الأوروبيون من جرائم إبادة ضد السكان الأصليين للأميركيتين وتدمير

لثقافات الشعوب المستعمرة، والعراق من آخرها، سوى تعبير عن هذا المنزع الأصولي

الشمولي الحلولي المتعالي.


والهدف هو السيطرة وفرض النموذج وإشباع شهوة الاكتناز. الخيار المطروح على

المغلوب هو الخضوع والقبول بالسخرة أو الإبادة. وقد تمتزج في بوتقة هذا النموذج

الأصولي العلماني مكونات دينية مغلقة كما هو حال الاصوليات الإسرائيلية والأرثوذكسية

في البلقان والأميركية الإنجيلية البوشية "من ليس معي فهو مع الإرهاب".


وعلى الطرف الآخر تقف الأصولية الإسلامية تصادر حق المخالفين ولو في مجرد

الاجتهاد، عارضة عليهم الاستسلام ديانة أو سياسة بالخضوع لحكمها، وإلا فالإجهاز

عليهم.


أما القبول بالاختلاف باعتباره سنة إلهية كونية واجتماعية، فغير وارد حتى داخل

المنظومة ذاتها. والنموذج القياسي لهؤلاء فرق الخوارج الذين بلغ تشددهم حد القبول

بقدر من التسامح مع المخالف في الدين أما المخالف في الاجتهاد والفهم داخل الدين فلا

محل له، إذ الحقيقة لدى هؤلاء واحدة: ما هم عليه.

وما أسهل ما يرمى المخالف بالردة، وهو مفهوم ملتبس متردد بين المعنى العقدي بمعنى

الخروج من الدين بعد الدخول فيه وبين المعنى السياسي المتمثل في الخروج المسلح

على دولة العدل، من مثل ما حصل بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو ما كان

سبب توجيه للفقه وللكلام هذه الوجهة.


مع أن مبدأ حرية الاعتقاد الذي أقره الإسلام "لا إكراه في الدين" هو أصل ثابت، يقتضي

أن الحرية الأصلية التي وهبها الله تبارك وتعالى للإنسان في اعتناق هذا الدين أو رفضه

تقتضي احتفاظه بهذا الحق جزءا من مسؤوليته أمام خالقه وحده، باعتبار الاعتقاد من

أعمال القلوب التي لا شأن للدولة بها، فمجال عملها عالم الظاهر.


وفي عصرنا توفرت مناخات سياسية واجتماعية محلية ودولية منها التطرف العلماني

والديني الغربي في الحرب على الإسلام وأمته، ودعمه لاحتلال فلسطين وللاستبداد

المحلي شريكه في تخليق أجواء أسهمت في انبعاث مواريث أصولية الخوارج، فكان منها

طيف واسع من الجماعات الإسلامية المتشددة المكفرة للمخالف المستحلة لدمه وماله إذا

تيسر لها ذلك، من أبرزها جماعات القاعدة وطالبان.


فهذه الأخيرة لما حكمت لم يقف بأسها عند خصومها الشيوعيين، فأعدمت أسراهم بدم

بارد بل تجاوزتهم إلى تركيبات مذهبية وسياسية مثل الشيعة وأحزاب المجاهدين

استهدفتهم بالتصفية. ولا يخلو قطر من أقطار المسلمين من بعض امتدادات خارجية لا

تملك من سبيل للحوار مع الدولة ومع المجتمع والعالم، غير سبيل التكفير تشريعا

للتصفية إن قدرت.


ثالثا: ذلك هو منهاج الحوار المتّبع على طرفي الساحة الأصولية العلمانية والإسلامية.

أما منطقة الوسط، منطقة الاعتدال وهي الساحة الأوسع في كل منهما حيث تسود

العلمانية الجزئية باعتبارها أدوات إجرائية لتيسير إدارة الاختلاف وتخليص السياسة من

تسلط رجال الدين سلميا بما يحقق التعايش ويثريه، أو حيث يسود الإسلام في مجراه

الرئيس مؤسسا للإقرار بالحريات العامة والخاصة داخل المنظومة الإسلامية وخارجها..

على أساس "لا إكراه في الدين".


في كل من هاتين الساحتين العلمانية والإسلامية يتسع المجال نظريا وعمليا للقبول

بالآخر وللتعايش والحوار والتعاون معه.


وكما شهدت تجربة التطبيق الإسلامي في عمومها توفر مناخات تعايش في المجتمعات

الإسلامية بين طوائف المسلمين وبينهم وبين أهل الديانات الأخرى بما في ذلك الوثنيات

كالصابئة واليزيديين في العراق، فقد أمكن لأول مرة في التاريخ لأقليات إسلامية ويهودية

وغيرها أن تتمتع بأقدار معقولة من التعايش في المجتمعات الغربية المعاصرة خلافا لما

كان عليه الأمر طيلة العصور الوسطى.


رابعا: تجارب الحوار, ولو أننا ألقينا نظرة على تجارب الحوار الإسلامي العلماني

المعاصر في البلاد العربية والإسلامية -والحديث هنا عن أحزاب وتيارات الوسط العلماني

والإسلامي- لوضعنا أيدينا على كم من التجارب المشجعة.


ربما تعد تجربة الحوار بين الإخوان والشيوعيين في أقبية السجون المصرية من أولى

تلك التجارب، وذلك دون الرجوع إلى تجارب أسبق من مثل الحوارات التي دارت في

القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين والتي سجلتها دورية المنار

والرسالة مثلا.


وبصدد هذا الحوار الفردي بين إسلاميين وعلمانيين يمكن إدراج الحوار الذي دار بين

الشيخ القرضاوي وفؤاد زكريا أو الذي دار بينه وبين الماركسي جلال العظم. ويمكن

إدراج مؤلف الرد القوي لمحمد الطالبي على من دعاهم بالانسلاخيين في كتابه "لكي

يطمئن قلبي" ضمن هذه الحوارات الفردية بين رواد المدرستين.

و لقد أمكن لهذا الحوار أن يتجاوز المستوى النظري بحثا عن المشترك إلى مجالات

التنسيق والتعاون في المجالات العملية "وتعاونوا على البر والتقوى" وذلك على أساس

مواجهة الأخطار المحيقة بالأمة بكل توجهاتها من مثل مواجهة خطر الاستبداد الذي

اكتوى الجميع بنيرانه بما أسس للحرية والديمقراطية وحقوق المواطنة أهدافا مشتركة

للنضال، وكذا مواجهة احتلال فلسطين والعراق، ومواجهة النهب المتفاقم للثروة العامة

من قبل نخبة الحكم، ومواجهة التجزئة ابتغاء التوحد الضروري للتنمية وللدفاع.

1- وكان من أهم الحوارات التي قادت إلى عمل مشترك بين الإسلاميين والعلمانيين ندوة

الحوار التي انعقدت في القاهرة بين التيارين القومي العلماني وبين التيار الإسلامي

وأفضى هذا الحوار إلى جملة من القناعات المشتركة مثلت أساسا متينا لقيام مؤسسة

المؤتمر القومي الإسلامي سنة 1994 في بيروت، وتوالت دورات انعقاده كما تداول

على رئاسته التياران.


ومن هذه المنظمات الجامعة لمختلف التيارات العربية الإسلامية والعلمانية منظمة

الأحزاب العربية، إلى جملة من مؤسسات المجتمع المدني مثل المنظمة العربية لحقوق

الإنسان واتحاد المحامين العرب واتحاد الأطباء العرب والصحفيين ..الخ.


2- ذلك على الصعيد العربي, أما على الصعيد القطري فلا يخلو قطر من تجارب حوار

علماني إسلامي أفضى إلى قيام مجالات عمل مشترك استشرف تخوم التحالف السياسي

أحيانا، وربما تعد تجربة اللقاء المشترك في اليمن أنضجها، فقد جمعت بين تيارات طالما

تحاورت بالسيف، الاشتراكيون والإخوان والناصريون والشيعة، وهم اليوم في "اللقاء

المشترك"جبهة معارضة، أقوى جبهة معارضة على الصعيد العربي.


وفي الأردن بدايات لعمل معارض مشترك بين مختلف الأحزاب العلمانية وبين الإخوان.

وفي مصر لا تزال الحركة السياسية تعاني ضعفا شديدا بسبب عجز التيارين عن العمل

المشترك، فخبا وهج كفاية، بينما على الصعيد النقابي حصلت تحالفات.


أما في المغرب العربي فتجارب العمل المشترك لا تزال أيضا محدودة رغم وجود سوابق

في تونس منذ نهاية الثمانينيات، وتجسدت منذ بضع سنوات في هيئة دعيت حركة

18 أكتوبر/ تشرين الأول للدفاع عن الحريات جمعت طيفا معارضا واسعا (إسلاميين

وشيوعيين وليبراليين وقوميين واشتراكيين...) على أساس مبادئ بسيطة: الدفاع عن

حرية التعبير والتنظيم وإطلاق سراح المساجين. ظلت متعثرة بسبب قمع السلطة وبسبب

إصرار البعض على الزج بمحاور وخلافات أيديولوجية.

وفي الجزائر على إثر انقلاب دام 1992 أطاح ببدايات واعدة للتحول الديمقراطي قامت

ندوة للحوار 1996 احتضنتها منظمة إيطالية جمعت طيفا واسعا من الإسلاميين

والعلمانيين، إلا أنها لم تعمر طويلا بسبب تخاذل البعض, غير أن ندوة مشابهة لها بعض

الشيء انعقدت الأيام الأخيرة في جنيف تحت شعار التغيير السياسي في الجزائر.

وفي المغرب هناك بدايات حوار بين العدوين اللدودين علمانيي الحزب الاشتراكي

وإسلاميي العدالة والتنمية، قد تفضي إلى تحول مهم جدا.


3- من جهة أخرى يمكن اعتبار تجارب الحوار والتعاون بين التيارين أوسع وأثرى في

البلاد الإسلامية غير العربية مثل تركيا حيث قامت أكثر من حكومة جامعة بين علمانيين

وإسلاميين وبلغ الأمر حد التداخل: إسلاميون يستقطبون إلى حزبهم علمانيين ونساء

غير متحجبات، وعلمانيون يستقطبون إلى حزبهم إسلاميين منهم نساء متحجبات. وفي

باكستان وبنغلاديش وأندونيسيا.. تجارب من العمل السياسي المشترك على صعيدي

الحكم والمعارضة.


مما سبق يمكن أن نسجل تلك الاستنتاجات:1- يبدو اتجاه واضح لتنامي القناعة بضرورة

التواصل والحوار بين كل التيارات بحثا عن العمل المشترك، وأن الحرية يمكن أن تكون

للجميع.


2- لم يثبت التشدد الأصولي علمانيا كان أم إسلاميا قابلية للبناء، عندما توفرت له

فرصة التمكن من أجهزة الدولة. فقدراته على الهدم أعظم. قد يحرر أوطانا من الاحتلال

أو يطيح بدكتاتوريات ولكنه سرعان ما يطفئ الأحلام ويشيع الإحباط لدرجة التندّم على

التضحيات المهدورة.


ذلك ما أورثه التشدد العلماني في ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية وروسيا الشيوعية، وما

استلهم منها في مصر وتونس والجزائر وفي أفغانستان الطالبانية.


والسبب عجز التشدد عن التعامل مع سنة الله في الاختلاف. ليس من واحد أحد إلا الذي

في السماء. أما كل ما في الأرض فمختلف ومتعدد. وما التحضر في وجه من وجوهه

البارزة سوى الاعتراف بالاختلاف والقدرة على إدارته حضاريا توصلا إلى وحدة نسبية

يسهم الجميع في إثرائها.



كذا كانت قرطبة وبغداد وشيراز وسراييفو، كما هي اليوم ستوكهولم ودبلن ولندن. معنى

ذلك أن التشدد لا يأتي بخير ولا ترجى منه غير الكوارث مهما بدا الأمر خلاف ذلك.


3- خطير تحويل العلمانية كما نشأت في بيئتها الأصلية: تسويات وترتيبات لتحرير

الدولة من هيمنة رجال الدين، إلى دين يسعى لتصفية الديانات. ولدفع الالتباس اقترح

بعض المفكرين الاستغناء عن هذا المسمى الملتبس بمصطلح العقلانية. ومن الخطر

كذلك

تحويل الدين من كونه هداية وعامل توحيد إلى كونه عامل تحارب وتمزق.

4- الاختلاف بين البشر فرع عن حريتهم . وبسبب حاجتهم للاجتماع توجّب عليهم

البحث عن وفاقات، تقف الأصولية علمانية كانت أم دينية عقبة في طريقها. وتمثل

آليات

الديمقراطية أفضل الإجراءات المتاحة لإدارة الاختلاف.


5- الأنظمة العربية قد استهلكت شرعيتها إن كانت لها شرعية يوما، وباءت بالفشل

محاولات إصلاحها، فلا مناص لها من تغيير. الإسلاميون هم الطرف الأهم المرشح لدفع

ثمنه، ولكن جملة الموازين الدولية وتجارب التغيير التي حصلت العقدين الماضيين

شهدت أن قيادة التغيير تحتاج تأسيس جبهات تقوده، من أجل بناء نظام ديمقراطي

حقيقي.


6-مطلوب من الإسلاميين أن يطمئنوا العلمانيين أن الإسلام لن ينتقص من حقوقهم

وحرياتهم الفردية والجماعية. ومطلوب من العلمانيين أن يعترفوا بخصوصية هذه الأمة

في علاقتها بالإسلام، فيكفّوا عن محاولة تجاهله أو تفكيكه، منشدّين إلى النموذج

الديمقراطي الغربي في علاقته بالدين، كما تفعل نخبة حداثاوية في المغرب العربي

ومصر، فكانت إلى جانب الأصولية الإسلامية عائقا أمام العمل الجبهوي بينما تقدم في

اليمن، بسبب ارتضاء الجميع الإسلام أرضية مشتركة، فلم ينشغلوا بالجدل الأيديولوجي،

واتجهوا مجتمعين لمواجهة الاستبداد.. محشّدين الجماهير وراء هذا الهدف وبناء نموذج

مجتمعي على أساس المواطنة.


7- منذ السبعينيات واليسار يتحدث عن جبهة يسارية أو علمانية ولمّا يتحقق شيء من

ذلك. كما فشلت محاولات اللقاء بين تيارات الوسط الإسلامي وبين تيارات التشدد السلفي

أو التحريري، بينما تنامت الأعمال المشتركة بين قوى الاعتدال العلماني والإسلامي.

وأخيرا يبدو أن عصر ما بعد العلمانية آخذ في التشكل. وأن الإسلام بصدد عودته القوية

إلى قلب معركة التاريخ مسترجعا ما فقد من أبنائه وقواه، ليسهم بفعالية في صنع

الحضارة وصيانتها وفي عودة الأمل في سلام عالمي يقوم على العدل.




منقول عن مقالة للرائع دائما راشد الغنوشي..

الأحد، 5 أبريل 2009

رائعة ابراهيم عيسي في الدستور......


ديني و مذهبي......





أنت متهم بأنك شيعي؟السؤال كله عيب؛ فالمذهب الشيعي ليس تهمة كي يتهم بها المسلم ومن السخف أن نعتبر مذهبا يعتقده حوالي 15% من المسلمين تهمة؟ ثم العيب أن نفتش في الضمائر ونعبث بالسرائر ونحول إيمان المرء ودينه ومذهبه موضوعا للتحقيق والتفتيش، ومن ثم الحكم عليه عقابا أو عتابا أو تبرئة أو تجريما، ثم من العيب أن نحاول تقسمة الإسلام وتقسيم المسلمين بين مذاهب تصبح بابا للفتنة وللتنابز والضغائن وتعوق العقل عن العلم وتمنع الأمة من التقدم وتصب في خدمة الصهاينة الذين يتحالفون الآن مع فريق من أهل السنة ضد فريق من أهل الشيعة وكأننا عدنا إلي زمن بني قينقاع وبني النضير وخيبر إذ تجلس قبائل اليهود علي تخوم الدولة الإسلامية الناهضة لتنشر سوس التفرقة والفتن في الجذوع والفروع!
كنت أتجاهل هذا السؤال ترفعا وتعففا عن وضع نفسي موضع الاتهام والاستسلام لاستنزاف الطاقة والروح التي يسعي لها خصوم أفكارنا ورؤانا وحين يعجزون عن المنافسة في المناقشة يلجأون إلي الأسلوب الوحيد الذي يعرفه بعضهم وهو دس التهم في تقارير مقدمة للأمن أو بث التهم في خطب ومقالات علي المنابر وعلي النت، ومع ذلك فقد زادت درجة العبث في وطن ينشغل كثيرا جدا بالكلام الفارغ ويعجبه تماما أن يتفرغ للفوارغ من الأفكار والآراء ويتجاهل المشاكل العميقة والقضايا المهمة ويقعد علي مصطبة النميمة واللغو ويرهق الصغار وطنهم بالصغائر، ومن ثم وجدت (التهمة) تواجهنا في حوارات كثيرة علي شاشة التليفزيون وفي مواقع علي الإنترنت مخصصة للتفتيش في ضمائرنا واستحلت مثل هذه الاتهامات من باب التشويش أو ما تظنه تشويها لما نقول ولما نكتب ولما نقاتل بالكلمة لأجله.. وانتقل الغمز واللمز والتصريح والتجريح ضد كاتب هذه السطور إلي صحيفة الدستور، الأمر الذي جعلنا مع دخولنا للعام الخامس لهذه الجريدة نود أن نرد علي ما فات كي يتفرغ بعض أصدقائنا وأحبتنا من اللاعنين لنا والهجامين علي ضمائرنا لابتداع تهم أخري وتجديد جهدهم في اختراعات جديدة كي ينالوا منا كما يريدون وينالوا من غيرنا ما يتمنون، ثم رغبة في شفافية تسمح لنا بالتجاوز عن كون عقيدة الإنسان شأناً خاصاً وشخصياً فقلنا هيا نجيب حتي تبرد نار وشنآن قوم ويهدأ بال وفؤاد قومنا، قبل الإجابة لعلي فقط أشير إلي الواقع العربي (العربي لا الإسلامي) الواقع تحت تأثير شبه مطلق وكامل للفكر الوهابي الذي تمكن من الانتشار بفعل مال النفط السائب والفائض، فقد مولوا الجمعيات الدينية في جميع بقاع الأرض وجندوا أئمة وشيوخا ووعاظا وفتحوا مجلات وجرائد وأنشأوا قنوات فضائية ومحطات تليفزيونية وأقاموا دور نشر طبعت كتبا ومجلدات كانت من منسيات الفكر الإسلامي، وقد مجدت الكتب والقنوات والجمعيات والصحف لأفكار وفتاوي المغالاة والتطرف وشق حُفر العداء للمذاهب الأخري من أهل السنة والجماعة أو من أهل الشيعة حتي صار الجميع كافرا أو عاصيا متي لم يلتزم بشعائر وطقوس بدو الجزيرة الذين كان النبي صلي الله عليه وآله وسلم أول من عاني من أجلافهم ومن أفظاظهم، فبات تدين البدو هو النموذج السائد والسيد للمسلمين العرب في حقبة النفط وتغلغلت هذه الأفكار مع الفتاوي من كل منافذ ومسام المجتمع العربي حتي صار أي مخالف لأفكار الوهابيين وسلفيتهم القحة والفظة مخالفا لشرع الله وضاربا في السنة النبوية المطهرة وعاني أئمة كبار وعلماء أفاضل من هذا التهجم ولعل أبرز من تعرض للتكفير منهم هو عالم علماء عصره الشيخ الجليل محمد الغزالي وأستاذ جيل مشايخ هذا الزمن الدكتور يوسف القرضاوي فضلا عن سفك دم أفكار وآراء وفتاوي العلماء الأئمة محمد عبده ثم محمود شلتوت وحسن الباقوري مثلا، ويكفي أن ننظر لاتساع هذه الأفكار القائمة علي تكفير المسيحيين والشيعة ثم العداء للمرأة والدعوة لعودتها للبيت ولعدم تعليمها والتعامل معها باعتبارها فتنة ملعونة، ثم هذا العداء المطلق الحصري للغرب وللخارج وللعالم، ومعه كراهية وحط من شأن العلم والعقل والتحريض الصارخ علي النقل دون الاجتهاد، وتحويل التدين إلي جلباب طويل ولحية أطول وزبيبة في الجبهة وتمتمة وهمهمة طوال الوقت والانصراف عن مواجهة ظلم الحاكم وفساد الملوك، كل هذه العناوين لم تظهر إلا مع المد النفطي في أوائل السبعينيات حين تم تصدير الوهابية، الغريب أنه بعدها بسنوات قصيرة بدأت ظاهرة تصدير الثورة الإسلامية من إيران حيث سيادة آيات الله والفكر الانقلابي والعمل المسلح وكأننا صرنا بين نابين، ناب تصدير الوهابية الذي نجح نجاحا ساحقا بالمال ولبي رغبة العرب في الاهتمام بالشكل والتوافه والهوامش والطقوس، وناب تصدير الثورة الإيرانية التي مثلت إغواء ومثالا مثاليا لجماعات سنية أخذت من الوهابية أفكارها وفتاويها وأخذت من إيران منهج السلاح!والوهابية تخوض حربها الكبيرة تجاه الشيعة هذه الأيام مدفوعة بقوي الغرب وحلفائه من الحكام والحكومات العربية التي تكاد تشعر بالفزع والهلع من أمرين إيرانيين :الأول : تحالف إيران مع قوي المقاومة ضد العدو الصهيوني مما يعطي لإيران مصداقية لدي الشارع العربي المعادي لإسرائيل رغم كل محاولات التذلل العربي التي تتزعمها أنظمة الاعتدال الأمريكي وما يُكسب قوي المقاومة دعما ماديا بالمال والسلاح والمأوي يجعلها قادرة علي مواجهة الضغوط العربية ومغالبة الابتزاز السياسي والمادي اللذين تمارسهما حكومات عربية شقيقة وصديقة وعريقة ضدها.الثاني: قدرة إيران علي ملاعبة أمريكا ومساومة الإدارات الأمريكية وقوتها في المفاوضة والمراوغة والمناورة مما يجعلها تكسب تنمية في قدراتها التسليحية والنووية كما تحصد أرباحا وتجني حصادا حين تتنازل لأمريكا حين يأتي أوان التنازل وهو ما يستفز الحكومات العربية التي تسلم مقاليد روحها للأمريكان بأبخس الأثمان، فإذا بها تري أمريكا تشتري ود إيران وكأن القط الأمريكي يحب خناقه الطهراني بينما لا ينشغل بحمائم وسناجب جنينة الاعتدال العربي.من هنا تشتد حملة الوهابية السياسية والمذهبية ضد إيران وتحاول أن تصنع من الخلاف السياسي العميق حربا مذهبية بين السنة والشيعة مما يحقق للوهابية هدفها الذي لم يمت أو يخب أبداً وهو تكفير كل من لا يعتنق المذهب الوهابي كائنا من كان، ويحقق للوهابية السياسية هدفها في فض الجماهيرية ونقض المصداقية عن الموقف الإيراني المواجه والمجابه لإسرائيل والداعم لقوي المقاومة في الأرض العربية، الغريب أن التحالف القديم نفسه بين الوهابية المذهبية والسياسية الذي كان مكرسا للهجوم علي الشيوعية والاشتراكية وأنفقوا في هذا مليارات الدولارات باعتراف المخابرات المركزية الأمريكية لضرب الاتحاد السوفيتي ونفوذه وجمهوره في الوطن العربي، يعود التحالف ذاته لضرب إيران باستخدام الوسائل والوسائط نفسها مع تغيير البضاعة والإبقاء علي العبوة نفسها! ولا تسمع هذه الأيام من ميكروفونات الوهابية المذهبية والسياسية في بلادنا سوي اتهام كل من يقاوم إسرائيل أو ينتصر لمن يقاوم إسرائيل أو يرفض السلام الواطي الذي تحاول قوي الموالاة والتطبيع فرضه علي الشعب الفلسطيني ومن ثم العربي وكذلك اتهام كل من يناهض التبعية العربية لأمريكا وللبيت الأبيض بأنه شيعي، ثم يتسع الأمر ليشمل كل من ينتصر لحق إيران في امتلاك قنبلتها النووية وفي مشروعها الصناعي والتسليحي وفي مشروعية دعمها لقوي المقاومة، ويطالب الوهابيون الجدد بأن نخشي ونرتعب من قنبلة نووية إيرانية لم تملكها طهران حتي الآن وربما لن تملكها في سنوات مقبلة تالية بينما ننام مطمئني البال إزاء مائتي أو ثلاثمائة قنبلة إسرائيلية تبعد عن رفح المصرية عدة عشرات من الكيلو مترات، تصدير الخوف من إيران والكراهية لطهران هما المسئولان عن رطرطة اتهام التشيع لكل معارض ومقاوم لإسرائيل بالرصاص أو بالقلم الرصاص، في ضوء هذا أو بالدقة في عتمة هذا يصيبنا رزاز الاتهام ويسألوننا أنت متهم بأنك شيعي؟وهذه هي إجابتي قاطعة :أنا إبراهيم السيد إبراهيم عيسي مصري منوفي من مواليد قويسنا 1965 مسلم الديانة شافعي المذهب رسميا (مصر كدولة علي مذهب الإمام الشافعي فيما عدا في الزواج فيتم علي مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان وعن نفسي إن خيرت أختار مذهب الحنفية فهو الإمام الأعظم عن حق)، ولأنني كذلك كاتب صحفي أكمل هذا العام ربع قرن علي بداية عملي في تلك المهنة العظيمة أقول بمنتهي الصدق والصراحة إنه لو تحول المسلمون في العالم كله للمذهب الشيعي فأنا سأظل سنيا علي مذهب أبي حنيفة النعمان، رغم محبتي الحقيقية واحترامي الشديد لأخوتنا في المذهب الشيعي ولا أنتقص من حقهم ذرة ولا أنتقد أو أهاجم مذهبهم مثقال حبة من خردل، فهم علي رأسي وعيني، وكل صاحب دين وكل صاحب مذهب بل كل ملحد لا دين له ولا مذهب فوق رأسي فهو حر، علمه عند ربي وحسابه يوم الحساب حيث لا يدخل الناس الجنة بعملهم بل برحمة من الله، لكنني من الذين يرفضون يقينا وأصليا منح القداسة والعصمة إلي أحد بل وحسبي أن رسولي المصطفي عليه وآله الصلاة والسلام معصوم فيما يخص الوحي الإلهي وما ينطقه من أوامر ربي، أما هو البشر فلا عصمة له ولا لأي من الخلق بمن فيهم سيد الخلق، فإذا كنت من الرافضين لعصمة أحد إماما أو فقيها، ولأنني رافض مناهض لحكم الشيوخ والأئمة وأدعو للفصل ليس بين الدولة والدين لكن بين الدولة ورجال الدين، فهذا يجعل من المستحيل أن أنتمي لمذهب الشيعة وهو شيء لا ينتظره الشيعة ولا يزيدهم نصرا ولا عزا كما أنه لن ينتقص مني إسلاما ولا تدينا، فضلاً عن اقتناع تام لدي شخصنا الضعيف بأن الإسلام دين بلا مذاهب وأن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لم يكن سُنيّا ولا شيعيا بل حنيفا مسلما وأننا ننتصر ونلتزم بفتوي الأزهر الشريف للشيخ محمود شلتوت الذي يجيز التعبد بأي مذهب ومن كل مذهب حسبما يريد، ويعتقد المسلم سواء مذهب الأئمة المشهورين الأربعة أو مذهب الإثني عشرية الشيعي وللمسلم أن يأخذ من هذا شيئا ويترك منه شيئا ويأخذ من غيره شيئا ويترك أشياء فهم كالأزهار ونحن نحل الحق يبحث عن الحكمة ضالة المسلم! ثم نحن علي ثقة في أن المذاهب صنعتها السياسة واختلاف وخلاف علي الحكم وأهله والمؤهلين له فقرر الأمويون والعباسيون أن يصنعوا لأنفسهم فكرا وفقها يستندون إليه في مواجهة معارضيهم وطالبي الخلافة من شيعة علي بن أبي طالب والشيعة بدورهم أرادوا أن يتميزوا ويمتازوا عن أهل الحكم ومغتصبيه من وجهة نظرهم فاستندوا في مطلبهم للحكم إلي نظريات دينية أخري، وبات كل طرف يشتد في طلب الحكم فيزيد من نظرياته ومذهبه فتراكمت الخلافات وتصادمت ومع كل خلاف سياسي يتم اختراع سند ديني له وتكاثرت الأحاديث المنسوبة للنبي زورا وكذبا، واستخدم الجميع قصصا وأحاديث ومرويات تناصر دعوته، ومع مرور السنين صارت كتب الدعاية السياسية مذاهب وباتت الحروب الإعلامية قواعد دينية مقدسة، ولما جاءنا كل هذا زدنا جهلا علي جهل وتعصبا علي تعصب وبات مطلوبا الآن أن نتحارب لأننا مختلفون علي خلافة أبي بكر الصديق وكأن العالم الإسلامي المشلول غير مهتم بشلله لكنه مشغول بالتنابز عمن فينا كان يجري أسبق من الثاني منذ أكثر من أربعة عشر قرنا.. يالها من خيبة!هذا عن التشيع الذي لن أكونه ولن أذهب إليه مذهبا حتي أموت ولعلي أروي بذلك ظمأ عطاشي للفضول، لكن يبقي أنني متيم ومغرم وهائم وعاشق ومحب لآل بيت النبي الأطهار المطهرين، ليس حبا، لأنني مأمور بحبهم من الله عز وجل من فوق سبع سماوات بل لأنني أحبهم في ذاتهم أشخاصا أنقياء أتقياء أطهاراً شرفاء نبلاء، فيهم من نفح النبوة ولفح الحقيقة، عترة رسول الله، أحبهم حبا يفوق الوصف يتجاوز الشرح يعلو فوق كل حب ومصدر كل حب، فاطمة سيدة نساء العالمين هي مثلي ومثالي، هي روحي وقلبي ونبضي، من أحب فاطمة فقد أحب أباها ومن أحب أباها حتما يحب فاطمة والإمام علي بن أبي طالب باب العلم وهو الفقيه والقاضي والفارس والعالم وإمام المتقين والأمير المغدور، ألم يأت في رواية البخاري عن النبي أنه قال لعلي بن أبي طالب : ألا ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي، وقال نبينا يوم خيبر سأعطي الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ثم سلم الراية لعلي حبيب الله وحبيب رسول الله وحبيب حبيبته ووالد حبيبيه الحسن والحسين رضي الله عنهما سيدا شباب أهل الجنة، الحسين بن علي الشهيد ابن الشهيد والتقي ابن التقي والنقي ابن النقي والقلب الذي أركبه الرسول علي ظهره وقبل شفتيه وأوصانا بمحبته، وقال حسين مني وأنا من الحسين، أحب الله من أحب حسينا، ضم رسول الله فاطمة إلي يمينه وعليا إلي يساره والحسن والحسين بين يديه ووضع كساء عليهم جميعا وهو معهم وتلا قرآن ربه: {إنَّـمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِـيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرّجْسَ أهْلَ البَـيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} هؤلاء أهل بيت النبي المطهرين لا أحد غيرهم، أفلا نحبهم حبا يليق بنبينا وبهم وبطهرهم، ثم نعم ظلموا آل البيت في تاريخ المسلمين وقسوا عليهم ونكلوا بهم، هذه شهادة التاريخ الذي لا يكذب فإن قلنا هذا اتهمونا بالتشيع كأن الكذب هو باب التسنن والعياذ بالله، ونحن نربأ بسنة نبينا وبأهل السنة والجماعة أن يكتموا شهادة الحق والمستحق، حب آل البيت ليس حكرا ولا احتكاراً لأهل الشيعة وحب آل البيت ليست تهمة ندفعها عن أنفسنا بل هي شرف يرفعنا بيننا وبين أنفسنا، ولا هي دروشة، فنحن نري نصابين يملأون عين الشمس يزعمون حب آل البيت ونشهد منافقين وأفاقين يحاولون الانتساب لآل البيت، لكننا نؤمن أن حب آل البيت يفرض علينا مواجهة الظلم والفساد والنفاق والغشم والغشامة والجهل والتزوير، نحب آل البيت ليس كأي حب ولا كأي مذهب، فآل البيت فوق أي مذهب وقبل أي مذهب واللي مش عاجبه هو حر فيكفينا حبنا لآل البيت كي نواجه به أي كراهية.


السبت، 4 أبريل 2009

ردي علي النقد الاول في موضوعي الاخير...

اقتباس: اها نسيت أقول شكر خاص للأخ إيهاب لأنه إستمد مقالته الرائعة بالكامل من موضوعى المتواضع وبالطبع أنا لا يمكننى أن أفوت هذه الفرصة بدون أن أستغل هذا الموقف فى إثراء الحوار هناك لذا فسأقوم بإقتباس مقاطع من كلامه وتبيين رأيى المتواضع فيها وكل سنة وإنتم طيبين أنا كدة أحب أشقر عليكم كل دورة شمسية وأغلس بكام رد ثقيل كدة وإلى أن تتم الشمس دورانها حول إمبابة لى لقاء
============================================================
اهلا بالحبايب....اخبار الحرق ايه...؟؟؟؟
نأتي لردودك علي موضوعي في مدونتي (التي اهتم بها فهي قسطي الوحيد تقريبا من الحرية الحقيقية)
بالطبع فردودك تحمل مقدارا عاليا من السخرية بأسلوب احرق دم خصمك و خليه يغلط و اجري علي منتدي الشكاوي و هو اسلوبك الافضل في البتر....(هناك امثلة )
بس العبد لله متماسك وواقف علي رجليه لحد دلوقت
نقطة و من اول السطر...بعد تكبير الفونط الصغير....
-------------------------------------------------------------------
اقتباس: خذ عندك مثلا هذه الإستدلالات العجيبة "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خبير".ولا أدرى هل كلف نفسه حتى قراءة معنى الكلام العربى ؟؟؟إن مشوار قصير لأقرب كتاب تفسير مهما كان مؤلفه مختلا تجد أن لا أحد يقول أن التنوع فى الاية تنوع فكرى هل ربنا يريد بنا الحيرة
==========================
اكمل قراءة الآية...للآخر...و هل تتنوع الشعوب و القبائل الا بالفكر...؟؟
ما الفارق بين الشعب المصري و الصيني و اكلة لحوم البشر في الأمازون و عبدة البقر في الهند....اليس لكل شعب فكره الخاص به...و كيف تكون المفاضلة بيننا.....في لفظ الخالق عز وجل (اتقاكم) اذا لم يكن لكل واحد فكره المختلف حرية الأختيار التي تحكمها هنا التقوي.....؟؟؟
------------------------------------------------------------------
اقتباس : قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَوْلَا أَنَّكُمْ تُخْطِئُونَ وَتُذْنِبُونَ وَيَغْفِر اللَّه لَكُمْ , لَخَلَقَ أُمَّة يُخْطِئُونَ وَيُذْنِبُونَ وَيَغْفِر لَهُمْ , إِنَّهُ هُوَ الْغَفُور الرَّحِيم ) و يظهر جليا من الآية و الحديث...اننا لم نخلق ملائكة...او قالب واحد بل ان لله مقصد و مغزي ان نختلف...و نخطئ ايضا...
إن العبارة أعلاه عيبا فى الذات الالهية وإفتراء على الله
الله لا يريد أن تخطئ وإن كان كتب عليك الخطأ كونيا فإنه لا يريده لكح شرعا بمعنى أن لا يوجد مقصد شرعى من الخطأ بل المقصد كونى بحت
====================================
و هل قلت ام تفتري علي..؟؟هل قلت ان الله عز وجل يريدك ان تخطئ...؟؟!!!!
ما اردت قوله ان الله عز وجل لم يخلقنا معصومين و لا ملائكة (و هو قادر علي ذلك)..بل خلقنا مخيرين بين الصواب و الخطأ...و لك كل الحق في التجربة...
(اي خدمة...)
-------------------------------------------------------------
اقتباس : ثم يأتى بطامة الطوام فعلا والحقيقة أننى يمكننى أن أعد عليه أخطاء كثيرة جدا جدا فى الكلمة الاتية يقول بعد أن ذكر النص القرءانى الخاص بمجادلة الابق إبليس سيده فبعد حديث ابليس مع الله عز وجل....
و فيه تطاول و توعد للمخلوق الجديد صنيعة الخالق عز وجل الذي نفخ فيه من روحه و علمه الاسماء كلها و هو الأنسان ....يسأل ابليس (العاصي المكابر) ربه ان يعطيه مهلة الي يوم البعث...فيعطيه الله عز وجل ما سأل...سنتأكد من هذا الموقف ان سقف النقاش مفتوح الي ابعد من تصورنا جميعا...
العبارة الأخيرة وحدها يكفى أن تهلك أمة بحالها بدون قسم سقف النقاش مع الله ....؟؟؟؟!!!
أى تطاول على الذات الالهية إن تقمس دور الشيخ الشعراوى رحمه الله فى كتابة خواطر حول النص القرءانى لهو شئ خطير جدا
(وإننى بهذه المناسبة أشكر الدولة على سعيها لتجريم مثل هذا التصرف من خلال قانون تجريم الفتوى )
=================================
ههههههههههههههههههههههههههههه
انا قلت ان سقف النقاش مع الله...؟؟؟!!!
لم اقل كذلك
بل قلت,,الي ابعد من تصورنا جميعا...!!!!
و انت ترجمته (علي طريقة الحلقات و الأسهم) الي اني اقصد سقف النقاش مفتوح مع الله...
و حتي لما تكبر ابليس و ناقش...طرد من الجنة و لم يذهب الي النار...لماذا..؟؟
و حتي الله عز وجل قدر لهذا النقاش ان يكون...
و قاله عز وجل في قرآنه الكريم....فلأي مغزي كان....يا من تملك الفكر و العقل ...؟؟؟
عموما خذ فسر هذه الآية كتمرين...
لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
عفوا يا عزيزي لا تلعب دور حامي الديار...علي حساب كلامي فأنت تأول كلامي علي محملك الخاص لا علي علي ما كتبت...(علي طريقة الأسهم و الحلقات...)
------------------------------------------------------------
اقتباس : وبعد أن قدم بهذه المقدمة البليغة يبدأ فى بناء جسم قضيته خد عندك يا سيدى
كيف لا ياخذ العربي من الياباني حكمة او علما او صنعة لأن الياباني بوذي مثلا...؟؟؟
و اذا كنا سنقبلها من الياباني البوذي فكيف لا نقبلها من الماركسي المسلم مثلاً...؟؟؟!!
أولا تدل هذه العبارة أن كاتبها لا يعرف شيئا عن الماركسية إذا أنه لا يوجد شئ إسمه ماركسى مسلم ولهذا أسباب طويلة لا مجال لشرحها الان إن غالبية المفكرين الماركسيين لحدون والبقية لا دينية
==============================
انا اعرف شيوعيين مسلمين علي فكرة...
و في ليبراليين مسلمين...و بيصلوا و بيقروا قرآن...
ايه رأيك بقي مش ذنبي ان افق بحثك و معرفتك بالناس اضيق من افق بحثي و معرفتي بالناس...(ربما لأني لا اؤمن بسياسة البتر اساسا و انفتح علي معظم الاتجاهات في المنتدي...و في غير المنتدي...)
------------------------------------------------------------
اقتباس : اقول لكم فعلتها روسيا الشيوعية و سقطت و تفككت في النهاية..و ايضا دفع شعبها الثمن...؟
مرة أخرى دليل قوى باهر على أن الكاتب لا يعرف شيئا عن الشيوعية أولا الشيوعية فكر نقدى فى الأساس خلق فى محاولة لنقد فكر أو أفكار أخرى فليس من الممكن أن يوصف بأنه فكر إنغلاقى أو لا يتفاعل لكن لأنه كان قويا جدا فى مواجهة معظم الأفكار التى تواجهه كانت عاجزة عن إنتزاع الفكر من نفس المؤمنين به
لكن ما كانت حكومة الإتحاد السوفييتى تمنعه هو البروبجاندا الغربية (لماذا..؟؟؟)كيف كان الغرب يواجهون الشيوعية بالكتب ؟.كل كتب الغربيين مطبوعة فى روسبا بردود مفصلة طويلة من كتاب الثورة هذا أيضا موضوع طويل
====================================
ناقضت نفسك ...راجع ما اشرت اليه باللون الأحمر....في اقتباسي لكلامك..
----------------------------------------------------------------
اقتباس: يجب ان نعرف ان الانسان خلق حرا مخيرا اي طريق يسلك و ان القمع و البتر و ما الي ذلك من السياسات المتخلفة.. وهنا مربط الفرس وأنت تختم مقالك الرائع هذا أختم أنا أيضا كلامى ونقدى المتواضع لهالإنسان لم يخلق حرا إذ لو أعطى الحرية المزعومة فلماذا يعاقب على سوء الإختيار ؟؟؟لو أن الإنسان حر فى إعتناق أى فكر ( والدين والفكر قرينان ) لم يقول النبى ( من بدل دينه فاقتلوه ) إن إختيار حرف التنكير للجر من بديع جدا من بدل دينه أى تبديل فاقتلوه
هل حدد شكل التبديل ؟؟
لاوهكذا وللمرة ال .. بطلت أعد ترى ويرى الجميع أن لا أساس لكلامك لو أنك قلت أنك كشخص تؤمن بالتعددية الفكرية لما إعترض أحد عليك أما وقد إخترت أن تدعى غطاء شرعيا إسلاميا لهذا المنهج فإن هذا لا يدع لى مجالا للتراخى أو عدم الرد
=====================================
تكفل الأخ العزيز سامر (اعانه الله) بالرد عليك....و سأنظر الي ردك عليه..و ارد عليك بعدها...
و السلام...
ملحوظة:
اضطررت الي وضع ردي بالمدونة...لأسباب بيني و بين محمد عوض (مشرف المجلة)..ربما افصح عنها بعد ذلك...

الخميس، 2 أبريل 2009

لا تجادل و لا تناقش يا أخ علي...


لا تجادل و لا تناقش يا أخ علي...





السلام عليكم


صراحة موضوع البتر و رفض النقاش مع التوجهات و الافكار الاخري يحتاج لوقفة....و تفكير...

ووضع الف خط بكل الوان الدنيا تحت سؤال.....

هل الدين الاسلامي يقبل التعددية...؟؟؟



تحضرني هنا آية من القرآن الكريم...


"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خبير"
صدق الله العظيم

و يحضرني ايضا حديث شريف جميل جدا....

قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَوْلَا أَنَّكُمْ تُخْطِئُونَ وَتُذْنِبُونَ وَيَغْفِر اللَّه لَكُمْ , لَخَلَقَ أُمَّة يُخْطِئُونَ وَيُذْنِبُونَ وَيَغْفِر لَهُمْ , إِنَّهُ هُوَ الْغَفُور الرَّحِيم ) .

و يظهر جليا من الآية و الحديث...اننا لم نخلق ملائكة...او قالب واحد بل ان لله مقصد و مغزي ان نختلف...و نخطئ ايضا...!

و كثيرا مانقف عند معضلة هل الانسان مخير ام مسير.....و دائما نقول ان الانسان مخير فيما يفعل.و ان افق الاختيار عالي جدا.فكيف نقمع ما جعله الله فينا من نعمة الأختيار...؟؟
انظر هنا الي الآيات الكريمة و الحوار الرباني ...

(ولقد خلقناكم , ثم صورناكم , ثم قلنا للملائكة:اسجدوا لآدم . فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين . قال:ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ? قال:أنا خير منه , خلقتني من نار وخلقته من طين . قال:فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها , فاخرج إنك من الصاغرين . قال:أنظرني إلى يوم يبعثون . قال:إنك من المنظرين . قال:فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم . ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم , وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين . قال اخرج منها مذؤوماً مدحوراً , لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين).


يعني مبدأ الحوار و حرية الأختيار موجود...!!!!!!


فبعد حديث ابليس مع الله عز وجل....و فيه تطاول و توعد للمخلوق الجديد صنيعة الخالق عز وجل الذي نفخ فيه من روحه و علمه الاسماء كلها و هو الأنسان ....يسأل ابليس (العاصي المكابر) ربه ان يعطيه مهلة الي يوم البعث...فيعطيه الله عز وجل ما سأل...سنتأكد من هذا الموقف ان سقف النقاش مفتوح الي ابعد من تصورنا جميعا...

---------------------------------------------------

نيجي بقي لبعد آآخر كنت بصدد الحديث عنه...

و هو هل نحن وحدنا في الكون....هل العالم كله علي قالب واحد...؟؟؟
الأجابة بالطبع لا

طيب اذا كنا مختلفين الاختلاف الطبيعي في البشر الذي اقره الله عز وجل و خلقه فينا...فكيف نجمد عقولنا...و لا يحدث التفاعل الطبيعي الذي يحدث بين اجناس البشر كلهم...الهندي الهندوسي و الكاثوليكي الاوربي و الياباني البوذي ...الخ

كيف لا ياخذ العربي من الياباني حكمة او علما او صنعة لأن الياباني بوذي مثلا...؟؟؟و اذا كنا سنقبلها من الياباني البوذي فكيف لا نقبلها من الماركسي المسلم مثلاً...؟؟؟!!

و طبعا لن نستطيع كمسلمين اقصاء العالم كله و ان مبدأ البتر هو سيف في يد الأغلبية ليس اكثر...فأن كان سيفه معك الأن فأنه سيكون في ظهرك غدا...

و اننا كمسلمين نرفض الابادة العرقية و القمع للمسلمين في كل مكان فهل نقرها و نقوم بها لغير المسلمين او لأي توجه فكري ايا كان..كيف نقر مبدأ اجمعنا علي رفضه...؟؟؟
طبعا انا اتحدث عن المبدأ هنا..

تعدد القوالب الفكرية بين البشر هو ثمرة طبيعية لأي تفاعل بين الشعوب المختلفة في اي مكان...فهل نقيم الاسوار حولنا و نرفض التفاعل الذي يحدث في العالم كله.....لمجرد خوف مرضي او فوبيا نعيشها ان تمس ثوابت الدين الاسلامي المتين اساسا...!!!
اقول لكم فعلتها روسيا الشيوعية و سقطت و تفككت في النهاية..و ايضا دفع شعبها الثمن...؟؟
و صنعتها اوربا قبل روسيا لما اعدموا جاليليو...علي انه كافر ذنديق...
و يبدوا اننا لم و لن نتعلم الدرس ابدا...

------------------------------------------------------


يجب ان نعرف ان الانسان خلق حرا مخيرا اي طريق يسلك و ان القمع و البتر و ما الي ذلك من السياسات المتخلفة.....تصنع عقليات شاذة منغلقة متجمدة....!




د:ايـــهاب