ليالي القاهرة في 2008

بعد الثانية عشر مساءا....
بمجرد ان يمضي ااخر قطار....من محطة انور السادات....
تتحول القاهرة .. و تنسلخ عن نفسها...
ليظهر وجهها القاسي....
ربما تصغي بأذنك الي اصوات السيارات المسرعة....و عربات النقل الثقيل....
ربما تسمع صراخ احدي التعيسات لفقدان حقيبتها...وسط الزحام...
او ام تصرخ بلوعة باحثة عن طفلها التائه..
ستتصنع انك غير مهتم...فأنت في الاول و في الاخر مصري برتبة -سلبي للغاية....و هي عادة تعلمناها...
تضع يديك الباردتان في جيوبك...و تمضي بخطوات سريعة...
متتبعا عمدان الأنارة في الطريق...
قد ينبح من خلفك احد الكلاب الضالة التي تجوب شوارع العاصمة في هذا الوقت من الليل....
قد تسمع من بعيد عواء قطار ...يلقي ما في جعبته من زائرين...او يبلع في جوفه الراحلين...!
ربما تشاهد احدهم يحمل شنطته المهترئة علي كتف واحد.....و عينيه تلمع ..بنظرة شرود....
قد تتوقف امام الباعة الجائلين في رمسيس...تعاين بعينيك بضائعهم ...غير مصدق ان هناك من يريدها....
ربما ستنزعج من ابواق الميكروباصات...المجنونة و التي تجري في شوارع بنت المعز كالوحوش الضواري....
تنظر في عين المقبل عليك في شك...فاللحظة القادمة قد يكون سكينا في ظهرك...انت....
حسنا دعني اقول لك ان ليالي القاهرة....لم تعد مثل الأمس....
و ان الشوارع مهما ذادت اضائتها..لم تعد اامنة...
و ان صوت مثل هاعععععععع مين هناك..لن تستطيع سماعه...الأن..
لانه ببساطة الشرطي الذي ستقابله سيقبض عليك....
دمتم بود..
0 التعليقات:
إرسال تعليق