الراية البيضا
في كل البلاد المحترمة..و لا اقصد العظمي و بغض النظر التجنيد فيها اجباري او لا...
الجيش هو اقوي المؤسسات لأنه يمثل هيبة الدولة..
يمثل كرامة الشعب و سوط عزاب يلهب ظهر المترصدين
اما ان يتحول الجيش الي السخرة..
ان نعود الي ايام حفر قناة السويس بالأصابع و الأظافر...فهذا لا يغتفر ابدا..
الانتماء غريزة كغريزة الجوع و العطش و الرغبة في الهواء و الامومة و الحياة ....
انت لا تشعر به و لكنه داخلك...
فقط قد تفقده عندما تشعر انك لا تحتاجه
مثال:
فكر معي يا استاذي لو انك تسير في الصحراء لثلاث ايام بلا ماء و لا غذاء..
ثم عثرت علي مطعم مكسيم الشهير في طريقك و وضع امام مليون طبق من اشهي المأكولات فهل تلتفت لها...
طبيعي ستفقد غريزة الجوع مؤقتا لرغبتك الرهيبة و نداء جسمك المتواصل لشربة ماء..
سينسي عقلك تماما كل اطباق الطعام الشهية امام شربة ماء لا تساوي قروش...
حسنا نتفق ايضا ان الكرامة غريزة...
بفرض ان احدهم ضربك علي وجهك ثم كال لك لكمة فكسر لك صف اسنانك
ستجد يدك تندفع رغما عنك لترد القلم اولا...و لترجع كرامتك التي مزقتها الصفعة تمزيقا..
حتي الديانة المسيحية عبرت عن قمة الصبر و التحمل لما قالوا..
" اذا ضربك احدهم علي خدك الايمن فأدر له الخد الايسر...."
بلاش فلسفة و نرجع لصلب الموضوع ...
كنت في مشواري للجيش لأستخراج شهادة موقف من التجنيد بدل فاقد و للعلم انا واحد ممن نجوا من جحيم الجيش المصري..
طبيعي ستعلم ان الطريق الي مقر التجنيد غير ممهد و في العراء...و هناك عدة ابواب للدخول لا يتم فتحها للجمهور بل هي لعربيات الضباط و المسؤلين...
و الباب الوحيد المفتوح للجمهور و الغلابة في قلب الصحراء...و طبعا لما ذهبت الي هناك كانت حرارة الجو فوق ال 40 درجة..بمعني اصح هي مسألة اذلال مش اكتر..
" للعلم احنا الشعب الوحيد اللي بيربط بين القمع و الأذلال و بين الرجولة...مش عارف ليه..؟"
بمجرد دخولي تم تحويلي الي الخزينة..و طلبوا مني 20 جنيه لأستخراج شهادة هزيلة و سيئة الجودة و الطباعة لا تساوي جنيه..!!
و باقي الورق عبارة عن
1-4 بونات تصوير (قيمة كل بون جنيه)
2-كراسة تعليمات و ارشادات (من ورقتين فقط و لم اطلبها اصلا) قيمتها خمسة جنيه و لسخرية القدر تم تدبيسها في الورق المقدم فلم استطيع قراءتها...!!
3-4 ورقات تبرع (قيمة كل ورقة 2 جنيه)
4-استمارة 7 جند (بخمسة و سبعين قرش...!!!)
5-قلم للكتابة بجنيه...و كان معايا قلم خاص بي..
طبيعي الورق ده كله تم تمزيقه امامي و طبيعي لم يكن مختوم بختم النسر ( و لا حتي ختم فرخة)
و عند الشباك الثاني اخبرونا ان استلام الشهادة في تمام الساعة 2 ظهرا...(يعني بعد 3 ساعات من وصولي) عموما لن اقف علي 3 ساعات جديدة من الانتظار و تضييع الوقت لأن المسألة اذلال × آذلال
لا توجد ساحات انتظار..لا توجد كراسي للجلوس..
الشباب افترش العراء و تحت حرارة الشمس الشديدة..
العساكر جمعت الكراسي اللي المفروض تخصنا و قعدت عليها..
زجاجة المياة ب2 جنيه و بها مياة ساخنة منعا للأصابة بأي احتقان و اهه بالمرة تدفي صدرك..
عثرت بالمصادفة علي سور جلست عليه و اخرجت رواية احضرتها معي..و شرعت في القراءة..
اقترب مني عسكري ليخبرني ان الجلوس في هذه المنطقة محظورة بقرار من العميد...(اللي مراقب الاماكن كلها بالكاميرات) تقريبا العسكري ده شغلته مقوماتي
و العميد ده بيقعد في التكفيف يتفرج علي التليفزيون و تقريبا مافيش كاميرات من الاساس...
اكتشفت فجأة ان حافظة نقودي سقطت مني..
(بتحصل في اي مكان و غالبا اعثر عليها..!)
شرعت في سؤال العساكر الذين يملؤن الساحة..
سألوني اسئلة غريبة تتعلق بكمية النقود و هل هي رزم ام مفرقة....طبعا كوميديا
باغتني احدهم قائلا..دي وقعت منك هنا يبقي عمرك ما هتلاقيها..
لم اصدقه..
كيف يحدث هذا هنا في قلعة مصر التي تستر ظهورنا و نحن نيام..؟؟
شعرت برغبة عجيبة في البكاء و الضحك في نفس الوقت...
ضربت بيدي الجدار امامه و انا اردد الكلمة الأشهر في مصر.
حسبي الله و نعم الوكيل
في اثناء انتظاري لأستلام البطاقة العسكرية
رحت اقلب بعيني بين الآيات القرآنية و الأحاديث و الأقوال المأثورة عن جيش مصر الهمام و حامي الحمي..
خلاصة الأمر حتي لا اطيل عليك..
استلمنا البطاقة في تمام الساعة الثالثة ظهرا (اي بعد ساعة من الميعاد المحدد...طبعا 240 دقيقة وقت ضائع لا تفرق مع نظام الأخ الظالم طويل الحكم يطّول حكمه...^^)
بعد ان انتهيت ..
و في طريقي للمغادة كان العساكر يطلبون من المستجدين تنظيف الفناء الخارجي من القاذورات صراحة كله يهون علشان مصر...
تخيل انك اب او اخ و ابنك او اخوك مهندس او طبيب و شاهدته ينظف الفناء من اكياس اللب و الترمس و الشيبسي و حتي غطاء الساقع بماذا ستشعر...؟؟
صدقني ستختفي غريزة الانتماء تماما
كما حدث معي في هذا اليوم..
لم اصدق ان هذا الجيش هو حامي الحمي و هو من يسهر علي راحتنا..
لم تعد الجندية شرف و رجولة بل ذل و مهانة ..
الجندية تدريب جيد للشعب علي القبول بسياسة القمع و الهوان
و تدريب جيد علي السرقة ايضا..
و الشعب يتدرب و لا يعترض
برأيي ان الجيش المصري سيكون في مشكلة عويصة في اول اختبار....
مع خالص تحياتي
و آسف للأطالة
ايهاب
الجيش هو اقوي المؤسسات لأنه يمثل هيبة الدولة..
يمثل كرامة الشعب و سوط عزاب يلهب ظهر المترصدين
اما ان يتحول الجيش الي السخرة..
ان نعود الي ايام حفر قناة السويس بالأصابع و الأظافر...فهذا لا يغتفر ابدا..
الانتماء غريزة كغريزة الجوع و العطش و الرغبة في الهواء و الامومة و الحياة ....
انت لا تشعر به و لكنه داخلك...
فقط قد تفقده عندما تشعر انك لا تحتاجه
مثال:
فكر معي يا استاذي لو انك تسير في الصحراء لثلاث ايام بلا ماء و لا غذاء..
ثم عثرت علي مطعم مكسيم الشهير في طريقك و وضع امام مليون طبق من اشهي المأكولات فهل تلتفت لها...
طبيعي ستفقد غريزة الجوع مؤقتا لرغبتك الرهيبة و نداء جسمك المتواصل لشربة ماء..
سينسي عقلك تماما كل اطباق الطعام الشهية امام شربة ماء لا تساوي قروش...
حسنا نتفق ايضا ان الكرامة غريزة...
بفرض ان احدهم ضربك علي وجهك ثم كال لك لكمة فكسر لك صف اسنانك
ستجد يدك تندفع رغما عنك لترد القلم اولا...و لترجع كرامتك التي مزقتها الصفعة تمزيقا..
حتي الديانة المسيحية عبرت عن قمة الصبر و التحمل لما قالوا..
" اذا ضربك احدهم علي خدك الايمن فأدر له الخد الايسر...."
بلاش فلسفة و نرجع لصلب الموضوع ...
كنت في مشواري للجيش لأستخراج شهادة موقف من التجنيد بدل فاقد و للعلم انا واحد ممن نجوا من جحيم الجيش المصري..

طبيعي ستعلم ان الطريق الي مقر التجنيد غير ممهد و في العراء...و هناك عدة ابواب للدخول لا يتم فتحها للجمهور بل هي لعربيات الضباط و المسؤلين...
و الباب الوحيد المفتوح للجمهور و الغلابة في قلب الصحراء...و طبعا لما ذهبت الي هناك كانت حرارة الجو فوق ال 40 درجة..بمعني اصح هي مسألة اذلال مش اكتر..
" للعلم احنا الشعب الوحيد اللي بيربط بين القمع و الأذلال و بين الرجولة...مش عارف ليه..؟"
بمجرد دخولي تم تحويلي الي الخزينة..و طلبوا مني 20 جنيه لأستخراج شهادة هزيلة و سيئة الجودة و الطباعة لا تساوي جنيه..!!
و باقي الورق عبارة عن
1-4 بونات تصوير (قيمة كل بون جنيه)
2-كراسة تعليمات و ارشادات (من ورقتين فقط و لم اطلبها اصلا) قيمتها خمسة جنيه و لسخرية القدر تم تدبيسها في الورق المقدم فلم استطيع قراءتها...!!
3-4 ورقات تبرع (قيمة كل ورقة 2 جنيه)
4-استمارة 7 جند (بخمسة و سبعين قرش...!!!)
5-قلم للكتابة بجنيه...و كان معايا قلم خاص بي..
طبيعي الورق ده كله تم تمزيقه امامي و طبيعي لم يكن مختوم بختم النسر ( و لا حتي ختم فرخة)
و عند الشباك الثاني اخبرونا ان استلام الشهادة في تمام الساعة 2 ظهرا...(يعني بعد 3 ساعات من وصولي) عموما لن اقف علي 3 ساعات جديدة من الانتظار و تضييع الوقت لأن المسألة اذلال × آذلال
لا توجد ساحات انتظار..لا توجد كراسي للجلوس..
الشباب افترش العراء و تحت حرارة الشمس الشديدة..
العساكر جمعت الكراسي اللي المفروض تخصنا و قعدت عليها..
زجاجة المياة ب2 جنيه و بها مياة ساخنة منعا للأصابة بأي احتقان و اهه بالمرة تدفي صدرك..

عثرت بالمصادفة علي سور جلست عليه و اخرجت رواية احضرتها معي..و شرعت في القراءة..
اقترب مني عسكري ليخبرني ان الجلوس في هذه المنطقة محظورة بقرار من العميد...(اللي مراقب الاماكن كلها بالكاميرات) تقريبا العسكري ده شغلته مقوماتي

و العميد ده بيقعد في التكفيف يتفرج علي التليفزيون و تقريبا مافيش كاميرات من الاساس...

اكتشفت فجأة ان حافظة نقودي سقطت مني..

(بتحصل في اي مكان و غالبا اعثر عليها..!)
شرعت في سؤال العساكر الذين يملؤن الساحة..
سألوني اسئلة غريبة تتعلق بكمية النقود و هل هي رزم ام مفرقة....طبعا كوميديا

باغتني احدهم قائلا..دي وقعت منك هنا يبقي عمرك ما هتلاقيها..
لم اصدقه..
كيف يحدث هذا هنا في قلعة مصر التي تستر ظهورنا و نحن نيام..؟؟
شعرت برغبة عجيبة في البكاء و الضحك في نفس الوقت...
ضربت بيدي الجدار امامه و انا اردد الكلمة الأشهر في مصر.
حسبي الله و نعم الوكيل
في اثناء انتظاري لأستلام البطاقة العسكرية
رحت اقلب بعيني بين الآيات القرآنية و الأحاديث و الأقوال المأثورة عن جيش مصر الهمام و حامي الحمي..
خلاصة الأمر حتي لا اطيل عليك..
استلمنا البطاقة في تمام الساعة الثالثة ظهرا (اي بعد ساعة من الميعاد المحدد...طبعا 240 دقيقة وقت ضائع لا تفرق مع نظام الأخ الظالم طويل الحكم يطّول حكمه...^^)
بعد ان انتهيت ..
و في طريقي للمغادة كان العساكر يطلبون من المستجدين تنظيف الفناء الخارجي من القاذورات صراحة كله يهون علشان مصر...

تخيل انك اب او اخ و ابنك او اخوك مهندس او طبيب و شاهدته ينظف الفناء من اكياس اللب و الترمس و الشيبسي و حتي غطاء الساقع بماذا ستشعر...؟؟

صدقني ستختفي غريزة الانتماء تماما
كما حدث معي في هذا اليوم..
لم اصدق ان هذا الجيش هو حامي الحمي و هو من يسهر علي راحتنا..
لم تعد الجندية شرف و رجولة بل ذل و مهانة ..
الجندية تدريب جيد للشعب علي القبول بسياسة القمع و الهوان
و تدريب جيد علي السرقة ايضا..

و الشعب يتدرب و لا يعترض
برأيي ان الجيش المصري سيكون في مشكلة عويصة في اول اختبار....
مع خالص تحياتي
و آسف للأطالة
ايهاب
1 التعليقات:
بعض الأحيان لا تكون الرؤية مظلمة للدرجة يا عزيزي إيهاب ..
والجيش المصري مؤسسة تخطئ وتصيب ..
لكن ما يجعلها في صورتها المزرية هذه الأيام سبب وحيد ..
هو الفراغ ولا شيء سواه
إرسال تعليق